الأحد، 5 فبراير 2017

قصة صاحب الجنتين

قصة صاحب الجنتين واحدة من قصص القرآن الكريم و التي وردت فيي سورة الكهف 

فما هي هذه القصة؟  و ما هي الآيات الكريمة التي ذكرت فيها القصة ؟؟

 في أحد العصور ، عاش رجلان في قرية ، أحدهما قد ابتلي بالفقر لكنه كان رجلاً مؤمناً بالله ، أما الآخر ، فقد كان صاحب مال كثير و من أشهر الأغنياء ، و قد أنعم الله عليه بأن جعل من أملاكه حديقتين كبيرتين جميلتين كان هذا الغني متكبراً على النعم و مغروراً ، لا يحمد ربه و لا يشكره ، ينكر النعمة و يجحدها دائماً في أحد الأيام ، دخل هذا الغني المتكبر إلى حديقة من حدائقه مشيراً إلى ما فيها من أشجار و نباتات و قصور قائلاً : ملكي و قصوري لن تزول يوماً من عندي ، فسأبقى من أغنى الأغنياء ما حييت كان هذا الرجل يتمتع بكل ما رزقه الله دون أن يخرج صدقة لمحتاج أو يساعد فقيراً من الفقراء ، و في يوم من الأيام أيها الرجل جاء الرجل الفقير إلى الغني المتكبر قائلاً له إن الله قد أنعم عليك بالكثير ، فاشكر ربك على ذلك ، فسيأتي يوم يحاسبك الله فيه غضب الغني من كلام الفقير كثيراً قائلاً له : لا أريد منك نصحاً ، اسكت و لا تتابع كلامك ، فأنا لا أصدق ذلك ، و لا أؤمن بوجود يوم للحساب و العقاب ،فمن سيجرؤ على محاسبتي و أنا أملك كل هذا المال و الجاه و السلطان ، بالعكس ، فإن كان هناك من يحاسبني ، فإنه سيقدرني و يوليني مكانة عظيمة لما أملك من مال أجابه الرجل الفقير بهدوء و خشوع : أتكفر بالذي خلقك من تراب و رزقك و سواك؟





 لا تكفر يا صاحب الجنتين لكن رغم ذلك فقد تكبر الكافر و أبى مصراً على جبروته و كفره في صباح اليوم التالي خرج الغني إلى حديقته ، و عندما وصل اندهش من المنظر الذي رآه ، فقد وجد أن حديقته تحولت إلى خراب ، كل الأوراق جفت ، و الثمار تساقطت ، ماء النهر لم يعد موجوداً ، لم يبق شيء في الحديقة على حاله وإنصدم بما رآه، وظل يقلب كفيه متعجبا كيف حدث هذا، وندم أشد الندم على ما كان يقول وعلى نكرانه لنعم الله عليه .
  وقد جائت هذه القصة في سورة الكهف في الآيات من 32-44 كما يلي :
بسم الله الرحمن الرحيم
• {واضْرِبْ لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَ حَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَ جَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا}
• {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا}
• {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا}
• {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا}
• {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا}
• {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا}
• {لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا}
• {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالا وَوَلَدًا}
• {فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا}
• {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا}
• {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}
• {وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا}
• {هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا}
الفوائد من قصة صاحب الجنتين :
- رضا الرجل الفقير المؤمن بما أتاه الله له
- النعمة الحقيقية هي في إيمان القلب الصادق
- وكيف يعتز المؤمن بإيمانه بالرغم أنه فقير ولا يحسد الغني أبدا
- التيقن أن كل شئ بيد الله سبحانه وتعالي وهو من يعطي ومن يمنع، وله سبحانه حكمه في ذلك
- أن الدنيا زائلة مهما ملكنا بها، ويجب أن لا تلهينا الدنيا عن ذكر الله عز وجل
- ما حدث للغني المغرور من زوال النعم، وكان الأولى به إعطاء الفقير حقه
- كيف ظلم هذا الغني نفسه بنكران نعم الله عز وجل عليه
- أنه يجب عدم نسيان ذكر الله ونعمه بما يؤتيه لعباده
- أنه ليس هناك نفع من المال والولد ما لم يعينا العبد على طاعة ربه
- جزاء إنكار البعث
- وجزاء عدم أخذ النصح من المؤمن التقي
- الندم بعد فوات الأوان لا يفيد
- أن من يشرك بالله سبحانه وتعالى ليس له ولي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق