الأحد، 23 ديسمبر 2018

قصبدة في وصف الحبيبي (محمد) صلى الله عليه وسلم

قصبدة في وصف الحبيبي (محمد) صلى الله عليه وسلم
محــمــدٌ صفـــوةُ الــباري، ورحمتُـــه
وبغيَـــةُ اللـه مــن خَــلْـــقٍ ومـن نَسَـــمِ
وصاحبُ الحوض يـومَ الرُّسْلُ سائلةٌ
متـى الــورودُ؟ وجـبريلُ الأَميــن ظَمــي
ســـناؤه وســـناهُ الشــمسُ طالعـــةً
فالجِـــرمُ فـي فـلـكٍ، والضـــوءُ في عَلَــمِ
قـد أَخطـأَ النجـــمَ ما نالــت أُبوَّتُـــه
مـن ســـؤددٍ باذخ فـي مـظـهَـــرٍ سَـــنِم
نُمُــوا إِليـه، فــزادوا في الـورَى شــرَفًا
ورُبَّ أَصـلٍ لفـــرع فــي الفــخارِ نُمـــي
حَــوَاه فــي سُـبُـحاتِ الطُّـهــرِ قبلهـم
نـــوران قاما مــقام الصُّـلــبِ والرَّحِـــم
لـــما رآه بَحــــيرا قال: نــعــرِفُــــه
بــما حفظــنا مـــن الأَســـماءِ والسِّـــيمِ
سائلْ حِراءَ، وروحَ القدس: هل عَلما
مَصـــونَ سِـــرٍّ عـن الإِدراكِ مُنْكَـــتِمِ؟
كــم جيئـةٍ وذهـابٍ شُـرِّفتْ بهمـا
بَطحـاءُ مكـــة فـي الإِصبـاح والغَسَـمِ
ووحشـــةٍ لابـــنِ عبـــد اللـه بينهـما
أَشـهى من الأُنس بالأَحـــباب والحـشَمِ
يُـسامِر الوحـــيَ فيها قبـــل مهبِطـــه
ومَـن يبشِّـــرْ بسِـيـمَى الخـــير يَتَّسِــــمِ
لما دعا الصَّحْـبُ يستسقونَ من ظمإٍ
فاضـتْ يـــداه مـــن التســـنيم بالسَّـــنِمِ
وظلَّلَتــــه، فــصارت تسـتظــلُّ بــه
غمامــــةٌ جـــذَبَتـْــها خِـــيرةُ الــــديَمِ
محبــــةٌ لرســــولِ اللـــهِ أُشـــرِبَها
قعـائــدُ الدَّيْــرِ، والـرُّهبـانُ فـي القِمــمِ
إِنّ الشــمائلَ إِن رَقَّــتْ يكـاد بهـا
يُغْرَى الجَمـادُ، ويُغْــرَى كـلُّ ذي نَسَــمِ
ونـــودِيَ: اقـــرأْ. تــعالى اللهُ قائلُــها
لــم تـتــصــلْ قبــل مَـن قيلـتْ له بفـــمِ
هنــاك أَذَّنَ للرّحــمنِ، فــامتـلأَت
أَســـماعُ مكَّـــةَ مِـن قُـدســـيّة النَّغـــمِ
فلا تسـلْ عـن قريش كيف حَيْرتُه؟
وكـيف نُفْرتُهـا فـي السّـهـــل والعَـــلمِ؟
تسـاءَلوا عـن عظيـمٍ قـد أَلــمَّ بهــم
رمَــى المشــايخَ والــولـــدانَ بـاللَّــــممِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق